الأربعاء، 12 يناير 2022

أمريكا .. علي مذبح العنصرية

أن تكون أسود البشرة فلايعني ذلك أعدامك ..
أن تكون ذو بشرة غير بيضاء فلاينبغي أن يتنمروا ضدك ..

لوس أنجلس.. 1965

أدى توقيف رجال شرطة بيض لشاب أسمر البشرة يدعى ماركيت فراي خلال عملية تدقيق مرتبطة بحركة السير، ثم مشاجرة مع أقربائه، إلى تمرد في معزل (جيتو) واتس في لوس أنجلس.
وتحول هذا الحي الفقير لستة أيام، من 11 إلى 17 آب/أغسطس، إلى ساحة قتال تقوم فيه دوريات الحرس الوطني المسلحة برشاشات ثقيلة، بدوريات في سيارات جيب، وفرِض منع للتجول.
كانت حصيلة هذه الحوادث كبيرة إذ بلغت 34 قتيلا بينما تم توقيف أربعة آلاف شخص وسجلت اضرار بعشرات الملايين من الدولارات.

نيوآرك.. 1967

أفضت مشادة بين شرطيين أبيضين وسائق سيارة أجرة من أصول أفريقية إلى أعمال شغب في نيوآرك بولاية نيوجيرسي. لخمسة أيام بين 12 و17 تموز/يوليو، قام المحتجون الذي يعيشون أوضاعا بائسة، بنهب الحي في أجواء من الحر. قتل 26 شخصا وجرح 1500 آخرون.

ديترويت.. 1967

اندلعت أعمال عنف في ديترويت بعد تدخل للشرطة في الشارع 12 الذي تقطنه غالبية من ذوي الأصول الأفريقية. من 23 إلى 27 تموز/يوليو، أفضت المواجهات إلى مقتل 43 شخصا وجرح نحو ألفين آخرين.
وامتدت أعمال العنف إلى ولايات أخرى بينها إيلينوي وكارولاينا الشمالية وتينيسي وميريلاند.

اغتيال مارتن لوثر كينغ.. 1968

على إثر اغتيال القس مارتن لوثر كينغ في ممفيس بولاية تينيسي في الرابع من إبريل/نيسان، انفجر العنف في 125 مدينة مما أدى إلى سقوط 46 قتيلا على الأقل و2600 جريح.
في واشنطن حينذاك، حيث كان ذوو الأصول الأفريقية يشكلون ثلثي سكان المدينة، أضرمت حرائق ووقعت أعمال نهب. في اليوم التالي، امتدت الاضطرابات إلى الأحياء التجارية في وسط المدينة وصولا إلى منطقة تبعد نحو 500 متر فقط عن البيت الأبيض.
استدعى الرئيس ليندون جونسون الجيش الذي تدخل في شيكاغو وبوسطن ونيوآرك وسينسيناتي.

ميامي.. 1980

وبين 17 و20 مايو/ أيار، قتل خلال ثلاثة أيام من أعمال العنف 18 شخصا وجرح أكثر من 400 في حي السود ليبرتي سيتي في ميامي بولاية فلوريدا. اندلعت أعمال العنف هذه بعدما تمت في مدينة تامبا تبرئة أربعة شرطيين بيض ملاحقين لقتلهم سائق دراجة نارية من أصل أفريقي تجاوز إشارة المرور.

لوس أنجلس.. 1992

اشعلت تبرئة أربعة شرطيين بيض في 29 إبريل/نيسان تمت محاكمتهم لقتلهم رودني كينغ سائق سيارة من أصل أفريقي في مارس/أذار 1991، المدينة.
وامتدت الاضطرابات إلى سان فرانسيسكو ولاس فيغاس وأتلانتا ونيويورك وأسفرت عن مقتل 59 شخصا وجرح 2328 آخرين.

سينسيناتي.. 2001

في 7 إبريل، قتل شرطي أبيض خلال مطاردة شاب من أصل أفريقي يدعى تيموثي توماس (19 عاما) في سينسيناتي. تلت الحادثة أربعة أيام من أعمال الشغب التي جرح خلالها نحو سبعين شخصا. عاد الهدوء بعد فرض حالة الطوارىء ومنع التجول.

فرجوسن.. 2014

أدى مقتل شاب من أصل أفريقي يدعى مايكل براون الذي كان في الثامنة عشرة من العمر، برصاص أطلقه شرطي أبيض في فرغوسن بولاية ميسوري، إلى أعمال عنف استمرت عشرة أيام من 09 إلى 19 أغسطس/آب، بين أصحاب البشرة السمراء وقوات الأمن التي استخدمت بنادق هجومية وآليات مصفحة.
في نهاية نوفمبر /تشرين الثاني أسقطت الملاحقات ضد الشرطي ما أدى إلى موجة ثانية من أعمال العنف.

بالتيمور.. 2015

في 19 إبريل، توفي فريدي جراي وهو شاب من أصل أفريقي يبلغ من العمر 25 عاما، بعد إصابته بكسور في فقرات العنق عند نقله بشاحنة صغيرة للشرطة في بالتيمور بولاية ميريلاند.
أدت القضية ونشر تسجيلات فيديو لتوقيفه بسبب نظرته التي لم تعجب الشرطة، إلى أعمال شغب ونهب في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 620 ألف نسمة، يشكل أصحاب البشرة السمراء حوالى ثلثيهم.
أعلنت حالة الطوارئ واستدعت السلطات الجيش والحرس الوطني.

شارلوت.. 2016

في سبتمبر/أيلول، جرت تظاهرات عنيفة في شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية بعد مقتل كيث لامونت سكوت وهو رجل أسمر البشرة في الثالثة والأربعين من العمر، عند خروجه من آلية بينما كان يطوقه شرطيون.
قالت قوات الأمن إنه جرح بالرصاص بينما كان يرفض تسليم سلاحه. لكن أقرباءه يؤكدون أنه لم يكن يحمل سوى كتاب بيده وينتظر بسلام ابنه عند موقف للحافلات.
وبعد تظاهرات استمرت عدة ليال، أعلن حاكم الولاية حالة الطوارئ وطلب تعزيزات من الجيش والحرس الوطني.

مينيابوليس.. 2020

صدامات بين متظاهرين والشرطة، وأعمال عنف في مينيابوليس بولاية مينيسوتا بعد وفاة جورج فلويد أثناء توقيفه من قبل الشرطة.
والجمعة، أوقف الشرطي الأبيض ديريك شوفين الذي يظهر في تسجيل فيديو انتشر بسرعة وهو يثبت فلويد على الأرض بساقه، واتهم "بالقتل غير العمد".
امتدت المواجهات إلى مدن نيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلس وأتلانتا أيضا، ما دفع المسؤولين في المدينتين الأخيرتين ومعهما ميامي وشيكاغو إلى منع التجول.

الأحد، 8 مارس 2020

ابتأس فأنت فى بلاد الأفغان ..

محمد مطاوع يكتب:
===========

تاريخياً هى مقبرة الغزاة ، ومقصلة الطغاة ..وجغرافياً جبالها وعرة ، ودروبها صعبة ، وإنسانياً موطن الشجعان وموطئ الفرسان ..تلك هى الأضلاع الثلاث التى أثارت انبهار التابعين لتاريخ تلك الدولة ، والدارسين لجغرافيتها ، والمدركين لبأس وبؤس أهلها .
فتضاريس سطحها المعقدة وجبالها الصلدة شكلت صلابة الأفغانى الصلب بقوته الفائقة وأهلته لتحمل الصعاب الثقال ، وهو بدوره صنع لها تاريخاً قوامه التمرد والتنمر على كل نمرود قائم بها أو قادم لها .
فسطح أفغانستان تشغله عقدة بامير الجبلية التى تشع منها أكبر الجبال طولاً وأكثرها امتداداِ وأوسعها شهرة وأقواها مهابة منها على سبيل المثال جبال الهيماليا وتيان شان وهندكوش وسليمان وآلاى وقرة قورم وزاجروس وكردستان.
وتاريخياً استعصت على كل غاز دخيل ولفظت كل مستخبر عميل وعلى أرضها بادت جيوش بعد أن سادت على ما عداها من أراض ، وبارت امبراطوريات بعد التباري عسكرياً فى أرضها فأضحت ببأس أهلها أثراً بعد عين ، وزالت بعد ازدهار وانتعت بعد إيناع
ودائماً على مدار الأيام ينتاب الجميع بعد الظفر بنصر مبين زفرات أسى على اقتتال لعين، يتحول على أثره رفقاء الدرب إلى فرقاء يشتد بينهم الضرب ، يحل الاقتتال بين الرفقاء محل قتال الأعداء بنفس الهمة والنشاط ، وبذات القوة والثبات ، تلك هي سمات الأفغان على مدار الزمان .
فالمغول الذين خربوا البلاد ، وأبادوا العباد ، وخضعت لمشيئتهم رقاب الأمراء ، وتدفقت إليهم بكل ليونة ثروات الأثرياء ، وانهارت أمام جحافلهم حواضر عريقة من ممالك الخوارزميين مثل سمرقند والري وخراسان ونيسابور ، وتحولت إلى أطلال لا تجد من يبكيها ، استعصت في بداية أمرهم بلاد الأفغان وولي المغول الأدبار أمام الجيوش الخوارزمية بقيادة جلال الدين على مقربة من كابل خارجاً من مدينة بيراون التي تقع على مسيرة يوم واحد من مدينة غزنة ، وفني الجزء الأكبر من جيش المغول ، وشجع هذا النصر المؤزر الفريد العديد من المدن الواقعة تحت سيطرة المغول على الثورة ضدهم ومنها مدينة هراة التي سلمت من التخريب .
وكالعادة سرعان ما حل الاقتتال بينهم محل قتال أعدائهم ، فحدث الخلاف على حصان عربي أثناء توزيع الغنائم كل يريده لنفسه ، وكانت نتيجة هذا الخلاف انسحاب أحد قادة جنود جلال الدين بقواته إلى مدينة بيشاور ، ولما علم جنكيز خان بهذا الخلاف قدم إلى غزنة للثأر من هزيمته الفريدة في سهل براون .
وحين ظهرت بريطانيا العظمى ككقوة عسكرية غير مسبوقة وإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وانتشرت مستعمراتها على كل بقاع البسيطة ، ودانت لها الشعوب في الشرق والغرب ، كانت أفغانستان هي مقبرة لجنودهم حين حاولوا احتلالها من 1838 الى 1842 بتنصيب "شاه شوجاه" ملكا عليها. يغتال الملك في عام 1842، والقوات البريطانية والهندية تتعرض لمذبحة اثناء انسحابها من كابول
وبعد سلسلة الانقلابات الشيوعية التي حدثت من منتصف السبعينات ضد الملك "ظاهر شاه" بداية من نور الدين تراقي وحفيظ الله أمين وببراك كارميل والتي انتهت بالغزو السوفيتي في نهاية 1979 والذي كان السبب الرئيسي لسقوط الشيوعية بعد أن سطر الأفغان انتصارات أبهرت الكثيرين ، وذاعت قصيدة شعرية في حينها بالرغم من تواضعها فنياً كان مطلعها :
حيا الله جنداً صان أفغانا ..من الشيوعية الحمرا ومن خانا
وانتشرت على المنابر كرامات المجاهدين ، وبالفعل ظهر بينهم عسكريون على درجة عالية من الكفاءة الفطرية كان أبرزهم "أحمد شاه مسعود" والذي أطلق عليه أسد بانجشير نسبة للإنتصارات الخارقة التي حققها في ممر خيبر التابع لإقليم بانجشير .
وشارك الفلسطينيون في الجهاد الأفغاني وكان أبرزهم عبد الله عزام الذي لقى مصرعه هناك .
وكالعادة ساد بينهم الاقتتال بعد الانتصار ، فتم ضرب العاصمة الأفغانية كابل بالصواريخ من جانب "قلب الدين حكمت يار" ضد الحكومة التي كان يرأسها "برهان الدين رباني" بعد الاستقلال ..وهكذا كالعادة افترق رفقاء الجهاد حتى قضت منظمة طالبان على الطرفين .
وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ أفغانستان كان لها تأثيرها الواسع على العالم ككل حين ظهرت حركة تنظيم القاعدة بزعامة "أسامة بن لادن" و التي ينسب لها حوادث الحادي عشر من سبتمبر حيث طالت مبني وزارة الدفاع الأمريكية ، وحدث الغزو الأمريكي لأفغانستان لمطاردة بن لادن وأيمن الظواهري والملاعمر زعيم منظمة طالبان والذين تحصنوا في قلعة "تورابورا" الجبلية ..فلم (تحوق) طائرات الأف سيكستين معها في شئ ، حتى الصاروخ كروز والذي يبلغ ثمنه ربه مليون دولار كان ضربه في تلك القلعة بمثابة دفنه في الطين .
وكما ظهر عمالقة في العسكرية الأفغانية لمع دبلوماسي في سماء الإعلام العالمي إبان الحرب الأمريكية الأفغانية هو "عبد السلام ضعيف" سفير أفغانستان في باكستان والذي كان المتحدث الرسمي الوحيد باسم حكومة طالبان فكانت مؤتمراته الصحفية لها حضور عالمي .
وتوجد الكثير من الإشكاليات المحيرة والأمور المتناقضة بأفغانستان فالعصبية القبلية على أشدها بين قوميات البشتون والهزارة والطاجيك ، وزراعة المخدرات منتشرة في مجتمع يحسبه الكثيرون مثالياً في تدينه وأفغانستان بها قندار معقل السلفية الجهادية ، وفيها مزار شريف ذات الطابع الشيعي وبها كل العبر والبدع .
ورائحة الموت تفوح فيها من كل جانب ، ومآسي الحروب المتتابعة خلفت فيهم العجزة والمعوقين في مجتمع المعاناة والقسوة والفقر والقفر .
واليوم عاد الوئام بين الأمريكان و منظمة طالبان التي آوت القاعدة والتي انسدلت منها داعش وهي الغرض الرئيسي لمعظم حروب أمريكا !
الصورة الأولى لسفير حركة طالبان بباكستان عبد السلام ضعيف
الصورة الثانية للرئيس الأفغاني محمد نجيب الله بعد إعدامه وتعليق جثته في الشارع هو وشقيقه من قبل منظمة طالبان .
الصورة الثالثة لأفغاني يتقدم زوجاته بخيلاء ..
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، ‏‏أشخاص يبتسمون‏، ‏‏لحية‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، ‏‏أشخاص يقفون‏، ‏أحذية‏‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
.

الأحد، 5 يناير 2020

أيران وكلي أذان ...

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏


محمد مطاوع يكتب عن :
============

العلاقات الأمريكية الإيرانية
.................الشيطان الأعظم ومحور الشر
==========================
................................عداء راسخ وتساهل غامض
                          ==================
محور الشر هو النعت الذى صكه الرئيس الأمريكي جورج بوش الأبن أثناء حرب ما تعرف بتحرير الكويت على إيران ، بينما الشيطان الأعظم هو ذلك المصطلح الذى ذاع صيته على أمريكا والذى أطلقه قائد الثورة الإيرانية "الخميني" بمجرد عودته من منفاه فى ضاحية (نوفل لو شاتو) بباريس إلى مطار "مهرباد" بالعاصمة الإيرانية إثر نجاح الثورة بالإطاحة بالشاه "محمد رضا بهلوى" والذى يمثل آخر سلالة ملوك الأسرة القاجارية ، والذى أضفى على نفسه الكثير من ألألقاب التى تتخطى حاجز الأبهة والفخفخة وتصل لحدود القداسة والعبادة مثل (شاهنشاه ) ومعناه بالفارسية ملك الملوك ، و(آريا مهر) وترجمته نور الآريين ، وكانت تلك الألقاب الأثيرة هى انعكاس لنفسية نرجسية ظهرت واضحة جلية فى اسلوب حياته ، فبات مستغرقاً فى نعيم مقيم يرفل فى بساط من الدمسق ، ويتنعم بالديباج والحلى والحلل ، فكانت قصوره المنيفة التى منها قصر (نيافاريان) هى انعكاس لحياة الرفاهية الأسطورية التى يحياها ، فقد كان هذا القصر الفخيم يقبع على تل عال واسع يطل منه على بانوراما للعاصمة طهران كلها ، وتحيط بالقصر ربوع يانعة خضراء ، تتخللها أشجار باسقة وارفة تزدان بألوان زاهية من الأزهار المعبقة بشذا أريج عطر فواح ، وتنعكس زرقة السماء على صفحة البحيرات الصافية المتناثرة وسط الخضرة الخلابة ، وتعكس أشعة الشمس ألوان الطيف من شلالات المياه المتماوجة لأعلى من ثلة النافورات محدثة خريراً متناغماً ، وفوق كل ذلك عرش الطاووس الأسطورى المرصع بالياقوت والزمرد والألماس ، مشاهد عز تحاكى مجد وعظمة آل ساسان الذى قال فيهم الشاعر "البحترى" عن مجدهم البائد فى سنيته الرائعة التى استلها بـ : صنت نفسى عما يدنس نفسى وترفعت عن جدا كل جبس

وكأن الإيوان من عجب الصنعة ..... جوب فى جنب أرعن جلس
مشمخر تعلو له شرفات ..... رفعت فى رؤوس رضوى وقدس

ليس يُدرى أصنع أنس لجن ..... سكنوه أم صُنع جن لإنس

وكان شاه إيران بظلمه واستبداده وطغيانه وبغائه مضرب الأمثال فى التفانى فى عمالته لأمريكا ، وأمست إيران بدورها رمزاً للدلال الأمريكى والحارس الأمين لمصالحها ، وديدبانها الذى لا يغمض له جفن ، وضابط إيقاع الأمن بالمنطقة وفقاً للتصورات الأمريكية .
فاستولى على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الإماراتية بكل بساطة وسلاسة ، وحظى ما كان يريده من العراق بإعادة ترسيم الحدود فيما بينهما على شط العرب باتفاقية الجزائر عام 1975 بينه وبين "صدام حسين" نائب رئيس جمهورية العراق وقتها والذى بمقتضاها لا يستطيع العراقيون الاستحمام فى مياه شط العرب بعد أن أغمضت أمريكا عينها كثيراً عن مساعداته لمصطفى البرزانى زعيم حزب العمال الكردستاني الذى يبغي الاستقلال بقوميته الكردية عن العراق ، ، كما أقدم قبلها بطلب من السلطان "قابوس بن سعيد حاكم (عمان ) بإخماد الثورة ذات الطابع الشيوعى فى (ظفار) فى تصرف متفرد عجيب ، فالسلطان قابوس مذهبه أباضى من بقايا الخوارج ، والشاه مذهبه شيعى إثنا عشرى ، والإثنان نقيضان لا يلتقيان ، ومع ذلك قام الشاه الشيعي الفارسي بالقضاء على الحركة الشيوعية فى بلاد العرب بطلب من السلطان الخارجى !
وكان النفوذ الأمريكى الطاغى فى إيران ثمرة لتغلب أمريكا على روسيا فى الاستحواذ عليه بعد صراع طويل ومرير منذ نهاية الحرب العالمية الأولى بلغ تحكم الأمريكان فى مفاصل الدولة الإيرانية مداه ، فقد عُين الدكتور الأمريكى "ميلزبو" مديراً للشئون المالية الإيرانية وأعطى سلطات تنفيذية على الحياة الإقتصادية بأسرها تقريباً ، كما شغل الجنرال " كليرنس س ريدلى" منصب رئيس البعثة العسكرية فى الجيش الإيرانى ، وعُين الكولونيل "نورمان شوارسكوبف " مستشاراً للحكومة وأصبح بعد ذلك مديراً لبوليس الاقاليم ، وعُين الجنرال "دونالد كونللي" رئيساً لقيادة الخليج الفارسي المستقلة ومقرها (عبدان) ، أما الجنرال "باتريك بورللي" فقد عثين ممثلاً شخصياً للرئيس "روزوفلت" فى إيران ، ولم يقتصر الأمر على هؤلاء المسؤولين ذوى السلطات الواسعة ، بل كانوا يترأسون مجموعة كبيرة من مواطنيهم الموظفين داخل إيران
وقد ازداد هذا النفوذ واستشرى بعد ما يعرف بالانقلاب المضاد ضد حركة الدكتور "محمد مصدق" عام 1953.
كانت حركة مصدق هى أولى الحركات التى نادت بالعدالة الاجتماعية والتحرر الوطنى فى المنطقة مما جعلها مصدر إلهام لكل المنادين بالعدالة الاجتماعية فيما بعدها ، ونجحت هذه الحركة فى كسر احتكار الشركات الأجنبية للبترول الإيراني وتأميمه ، وعلى الرغم من أن شركة (بريتش بتروليم) الإنجليزية كانت هى المستحوذة على النصيب الأكبر من البترول الإيرانى والتى كانت فى صراع مع شركة (أرامكو) الأمريكية ، إلا أن وكالة الاستخبارات الأمريكية هى التى أعادت شاه إيران بانقلاب قاده الجنرال "فضل الله زاهدي" وكان اسمه الحركي (آجاكس) . فى مشهد يصل لدرجة التطابق فيما حدث فى مصر فى انقلابها الأول ضد "محمد نجيب" وانقلابها الثانى ضد "محمد مرسي" .
ووصل التناغم بين الشاه وأمريكا مبلغه حينما قال الشاه لضابط المخابرات الأمريكية الذى خطط لهذا الانقلاب "كيرميت روزفلت " : "إننى مدين لعرشي لله ولشعبى ولجيشي ولك " ، وكان الشاه يقابل مندوب وكالة المخابرات الأمريكية فى طهران مرة واحدة كل أسبوع ، وفى عام 1973 تم تعيين "ريتشارد هلمز" رئيس وكالة المخابرات الأمريكية سفيراً لأمريكا فى إيران .
وحينما كان يزور الشاه أمريكا كانوا يهيئون له لقاءً ترفيهياً حميمياً ورومانسياً مع حسناوات هوليوود ، بالتزامن مع تواجد زوجته "ثريا أسفنديارى" وسط نجوم هوليوود
ومما يبرز سيكولوجية العلاقة المعقدة بين الطرفين أنه على الرغم من تحكم الأمريكيين فى مفاصل الحكم فى إيران هو حادث اغتيال الجنرال "رازم آراه" رئيس وزراء إيران عام 1951 ، سبب الاغتيال فقط لأنه محسوب على الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من قيامه بدور أساسي بالتخلص من حركة "جعفر أفشناري " الذى كان يريد أن ينفصل بشرق إيران .
أما عن حادث وأصداء الاغتيال فقد كانت مفعمة بالكراهية لأمريكا بالرغم من حرارة العلاقات على المستوى الرسمي .
فقد تم اغتيال "رازم آراه" أثناء دخوله مسجد "شاه" ليشارك فى جنازة أحد رجال الدين ، وقبض على قاتله وهو ما زال يصيح (الله أكبر ) ..وعندما سألوه عن اسمه لم يكن يجيب إلا بقوله "عبد الله " ، وعندما ضغط عليه ليقر باسمه الثانى كان يقول "موحدي" أى مؤمن بالله الواحد ، ولكن اسمه الحقيقي كان "خليل طهمسبي" وعضواً فى جماعة "فدائيان الإسلام " المتطرفة والتى كان يقودها "نواب صفوي " .
وكان رد فعل التيار الدينى فى البرلمان الإيراني والذى يمثله "آية الله أبو القاسم الكاشاني" والذى أصبح رئيساً للبرلمان فيما بعد هو ذلك البيان شديد اللهجة والذى كان خلاصته أن الرصاصات التي أودت "رازم آراه " قتيلاً كانت مباركة من الله .
وكان بيان "نواب صفوى" رئيس المنظمة التي أغتالته والذى عنونه بـ (هوالعزيز) أكثر حدة ، فقد طالب الشاه بالإفراج عن القاتل فوراً وتقديم الاعتذار له لما لحقه من ضيق بسبب استجوابه ولم يكتف بمخاطبة الشاه مجرداً من ألقابه ، بل ناداه بسر بهلوي أي يا أبن بهلوي .
أما أكثر المواقف غرابة في رجل أمريكا الذي تم اغتياله هو فشل الحكومة في إحضار إمام واحد يقوم بأداء صلاة الجنازة عليه ، وقد عرض "فهيمي" القائم بأعمال رئيس الوزراء على أحد الأئمة ثلاثة آلاف جنيه ليقوم بأداء صلاة الجنازة عليه ، لكن الإمام أخبره بأن حياته أغلى من ذلك بكثير .
واكتظت الشوارع من المتظاهرين من أنصار حزب تودة الشيوعي وهم يصيحون ( مورد بادى ترومان ) أى الموت لترومان الذى كان رئيساً لأمريكا وقتها .
وبعد مرور سنوات عديدة امتدت من بداية الخمسينات إلى منتصف السبعينات تحت حكم الشاه الاستبداى المطلق ، ففي عام 1976 تم إنشاء ما يعرف بنادى السفاري الاستخباري من قبل خمسة من قيادات المخابرات للدول المؤسسة له وهم : "الكسندر دي مارنش " مدير مصلحة المخابرات بالخارجية الفرنسية ، وكمال أدهم رئيس المخابرات السعودية ، وأشرف مروان رئيس المخابرات العامة المصرية ، وأحمد الدليمي مدير مراقبة التراب الوطني المغربى ، والجنرال " نعمت الله ناصري " رئيس منظمة الاستخبارات والأمن الوطنية الإيرانية المعروفة اختصاراً بالسافاك ، كانت مهمة نادى السفاري بالأساس مقاومة المد الشيوعي وخصوصاً فى أفريقيا ، ولكن هذا النادي هو الذي مهد لعملية التسوية السلمية المنفردة التى قامت بها مصر مع إسرائيل ، إضافة لإنشاء قوة الانتشار السريع المخولة بالحفاظ على مصالح الشركات الكبرى وخصوصاً الأمريكية منها ، وتم عقد الاجتماع الأول لهذا النادي فى المملكة العربية السعودية ، وترأس هذا النادى السعودى تاجر الأسلحة الأشهر "عدنان غاشقجي " والذى كان له علاقاته الحميمية مع دوائر المخابرات الأمريكية والإسرائيلية ، واختيرت القاهرة لتكون مركزاً لإقامة النادي ، بينما تكفلت فرنسا بتزويد المركز بالمعدات الفنية للاتصالات والأمن ، وقد أعد للنادي ليكون مركزاً للاتصالات في باريس وضم قاعة اجتماعات سرية ، ومركز اتصالات دولي أسفل مطعم فاخر من مطاعم الدرجة الأولي ليكون ستاراً لدخول وخروج الشخصيات المهمة بحرية وسرية وأمان .
ومن مشاهد العظمة وحياة البلهنية التى عاشها الشاه هو ذلك الاحتفال الأسطورى الذي أقامه عام 1971 وسط أنقاض مدينة (برسيبوليس) التاريخية احتفالاً بمرور 25 قرناً على تكوين الإمبراطورية الفارسية القاجارية والذى دعا فيه ملوك ورؤساء العالم كان شاه إيران وضيوفه يتناولون الكافيار ولحم الطاووس ونبيذ شاتو لافيت الذي يعود لعام 1945 في خيام مكيفة ، كما تعاقدوا مع 180 نادلاً من أفضل الفنادق في مدينة سانت موريتز السويسري ، وكان يتم إحضار المأكولات رأساً من مطعم (مكسيم ) بباريس

وبعد فترة قليلة من زيارة الرئيس الأمريكى كارتر لإيران عام 1978 وتصريحه أثناء تبادل نخب رحيق الورد مع الشاه بأن إيران هى جزيرة الاستقرار فى محيط متلاطم من القلاقل زلزلت الثورة الإيرانية عرش الطاووس وكسرت الكؤوس وأطاحت بالرؤوس ، وتحولت العلاقة الإيرانية الأمريكية من تحالف استراتيجى إلى عداء مطلق ..

الجزء الثاني من المقال :
=============
بمناسبة مقتل قاسم سليماني تكملة عما كتبته عن :
: محور الشر والشيطان الأعظم
.............{مأساة رجل أمريكا في إيران}
لكل ثورة في العالم شعارها الذي عليه قامت وبه عُرفت ..فكان شعار الثورة الفرنسية ( حرية مساواه أخاء Liberté, égalité, fraternité) ..وتركز شعار الثورة البلشفية حول العدالة الاجتماعية ، وكان شعار الحركة المباركة كما كان اسم ثورة 23 يوليو في بدايتها أيام وزارة نجيب الأولى هو (الإتحاد والنظام والعمل ) ورفعت ثورة 25 يناير شعار (عيش حرية عدالة إجتماعية كرامة إنسانية ) ، بيد أن الهتاف العالي والشعار السائد للثورة الإيرانية التي وقعت في فبراير 1979 بالفارسية (مرك برأمريكا ) وبالعربية (الموت لأمريكا) ، والمتتبع للأحداث في إيران يدرك بإن هذا الشعار كان لأسباب داخلية محضة ..فلقد حكم إيران قبل الثورة الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان بمثابة الشرطي الأمريكي الذي يضبط إيقاع الأمن في أكثر المناطق في العالم ثراءً ، وكان بطغيانه وفساده مصدر سخط من شعبه ضده وضد الأمريكان على السواء .
كانت سجون الشاه ممتلئة . وقد قدرت منظمة العفو الدولية عام 1976 عدد المسجونين السياسيين في إيران بحوالي 7500 وإن كانت بعض التقديرات قد وصلت بالرقم إلى 100 الف سجين ولم يعترف الشاه نفسه بأكثر من ثلاثة آلاف . وفي عام 1975 ، بلغ اعضاء عصابات المدن من الذكور والإناث الذين قتلوا رمياً بالرصاص بعد محاكمات سرية 174 حسب التقديرات الرسمية لوزارة الداخلية ، كان من المعروف أن فاعلية البوليس السري الإيراني (السافاك) تستند على القتل والتعذيب إلى حد كبير جدا
وكان النظام السياسي قائماً على نظام الحزب الواحد وهو حزب النهضة (الرستخير)
كان الإيرانيون من جميع الطبقات يعتقدون وهم على حق أن الأجانب هم أكبر المستفيدين . فقد كان يوجد أنذاك في إيران ما بين 50 ألف إلى 60 ألف خبير ورجل أعمال أمريكي يتحصلون على أجور مرتفعة ويقطنون مساكن فاخرة ويتمتعون بطعام فاخر .كما كان يوجد الاف من الألمان والبريطانيين واليابانيين يحظون بنفس المزايا
وضرب شاه إيران المثل في فساده المالي واستئثاره بالثروة وعند احتدام الثورة الشعبية كان الشاه قبل خروجه من إيران حريصاً على تأمين وضعه المالي .قوة الغنى بديلاً لقوة السلطة . وكان قد خرج بثروة ضخمة تفاوتت حولها التقديرات وتراوحت حولها الأرقام ما بين خمسة بلايين دولار إلى عشرين بليون دولار . لكن الشاه كان ينفخ في الهواء من فمه عادة حين تضيق من حوله الأقاويل ثم يقول : (هل يعرف هؤلاء الذين يهذون بهذه الأرقام ماذا يعني بليون دولار ؟ إنه جبل من أوراق النقد ).
وحين خروجه من إيران أراد أن يأخذ معه إلى المنفى جواهر التاج على الأقل ، وكان ما يريده على وجه الخصوص هي التيجان التى استخدمها في تتويج نفسه والإمبراطورة وولي العهد . كانت كل هذه الجواهر مودعة في خزائن البنك المركزي (بنك مللي) وكان موظفو البنك مضربين في ذلك شأنهم في ذلك شأن الكثيرين ، فأمر الشاه كتيبة من الحرس الملكي الذي يسمى الخالدين ( وهو نفس الاسم الذي كان يطلق على الحرس الخاص لأكاسرة الفرس) أن ترغم المسؤولين في البنك على تسليم المجوهرات المطلوبة . وهكذا كانت كتيبة الحرس المكلفة بالمهمة تتجه في عرباتها المدرعة متحدية المتظاهرين ، ثم تضطر للعودة صفراء الأيدي ، لأن هذه الكنوز المودعة داخل خزائن على عمق عشرين متراً
تحت الأرض لا يمكن العثور على الموظفين الذين يعرفون أرقامها السرية ...وهكذا في النهاية كانت احتياطات الأمن العديدة التى اتخذها الشاه قد تسببت في إحباط مخططه . واضطر أن يغادر البلاد دون التيجان ، وظلت التيجان المؤمن عليها بما يوازي 2500 إلى 500 بليون دولار دولار حسبما يقال ـ في البنك
ولم يستطع الحرس الملكي أن يجيئه بمجوهرات التاج فلم يضع في حقائبه منها إلا ما كان موجوداً بالقصر الملكي حين بلغ الزلزال أشده .
ووضع الثوار الإيرانيون المسؤلية الكاملة على الأمريكان وطالبوا أمريكا بأن تسلمهم الشاه وأموالهم وقاموا في سبيل ذلك بالإستيلاء على السفارة الأمريكية واحتجاز جميع أعضائها واعتبارهم رهائن ضاربين عرض الحائط بكل القوانين الدولية المتثلة في حصانة وحماية الدبلوماسيين .
أما عن رجل أمريكا وأمينها المخلص الشاه رضا بهلوي فقد ضاقت به الأرض بما رحبت تخلى عنه الأمريكان بشكل مأساوي فلم تنفعه أمواله ..
وطار الشاه وحاشيته لأسوان مباشرة ، وحاولت السلطات المصرية أن تحيط وصوله بكل الهيبة الممكنة ، وتم اقناع بعض الناس بالخروج إلى الشوارع للترحيب به ، ولكنها كانت في الواقع محالة بائسة ، فالشاه نفسه كان رجلاً حزيناً حائراً ، لا يزال عاجزاً عن إدراك ما حدث له ، وراح يلقى باللوم على مستشاريه وعلى الأمريكيين ، يقول إنه محاط بسياج من المنافقين أخفوا عنه الحقيقة ، بل إنه في بعض اللحظات كان على استعداد لأن يلقي باللوم على الإمبراطورة متهماً إياها بأنها كانت جزءاً من المؤامرة التي حيكت ضده
قضى الشاه خمسة أيام فقط في أسوان طار بعدها في 22 يناير إلى مراكش بالمغرب ، وكان من المفروض أن يقضي خمسة أيام أخرى هناك ينتقل بعدها إلى الولايات المتحدة ، ولكنه بعد الوصول مباشرة تلقى رسالة من زوج ابنته ، أردشير زاهدي سفير إيران في واشنطون تفيد أن السلطات الأمريكية قد غيرت رأيها ، وإنه لن يقابل بالترحاب ، لذا فمن الأفضل له أن يبقى في المغرب . وإذا كان ذلك قد سبب له خيبة الأمل ، فقد سبب الحرج لمضيفه . فقد تظاهر الطلبة المغاربة ضد الشاه عند وصوله واستمروا في ذلك . وبما كان للثورة الإيرانية في ذلك الوقت من سحر خاص لدى المسلمين أينما كانوا فإن وجود الشاه في أي دولة إسلامية كان يشكل خطراً بالنسبة لحكومتها . وأخيراً أحس الشاه من نفسه بالحرج ولكنه بعث للملك الحسن يقول له " إنه ليس من المناسب أن يرحل الآن ، ذلك لأنه كان على إتصال دائم بالحرس الملكي الذي ظل محتفظاً بولائه التام له ، وإنه يتوقع طلباً بالعودة إلى طهران في لحظة ، وإنه لو عاد من الولايات المتحدة فسيبدو الأمر كما لو كانت وكالة المخابرات المركزية هي التي رتبت لعودته" . وسكت الملك الحسن على مضض لكنه بعد قليل بعث رئيس ديوانه ليشرح للشاه " إنه على الرغم من أن الملك يود كثيراً منحه حق اللجؤ السياسي إلا أن التغيير الكبير الذي طرأ على الموقف سيجعل الأمر مستحيلاً"
وكان الباب موصداً في كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، ولم يجد له أصدقاؤه ـ ديفيد روكلفر وهنري كيسنجر ـ سوي المكسيك لتكون ملجأ له . ولكن ظهرت في ذلك الوقت تقيدات غير متوقعة إذ أن الحكومة الجديدة في طهران بادرت بإلغاء جوازات السفر الامبراطورية الزرقاء التي كان يحملها الشاه وأسرته أثناء رحلاتهم ، وذلك من ضمن الإجراءات الأولى التي اتخذتها ..وقد أرادت الحكومة المكسيكية أن تعرف أي جوازات سوف يسافرون بها . ولم يكن المغاربة على استعداد لتزويد الشاه بجوازات سفر ، لأن هذا يعني أن كل الحاشية سوف تتوقع ذلك أيضاً ، وقد يستخدمون هذه الجوازات للعودة بها للمغرب وهذا شئ لم يكن الملك الحسن يرغب فيه على الإطلاق ، وهكذا وصلت الأمور لطريق مسدود
ودق جرس التليفون ذات يوم في مكتب الأمير صدر الدين أغا خان رئيس هيئة الإغاثة الدولية للاجئين بالامم المتحدة بجنيف . فردت السكرتيرة وأخبرته أن هناك مكالمة خارجية من سيدة تقول بأنها "الإمبراطورة فرح" . ولكن الأمير لما أخذ التليفون تعرف على الصوت ، وقالت الإمبراطورة "آسفة لإزعاجك ، لكننا نواجه صعوبة بخصوص جوازات السفر . إذ يقول البيروقراطيون في المكسيك إننا يجب أن نقدم لهم قطعة ورق كي يختموها . هل يمكن أن تساعدنا ؟" ، وأخبرته أن الأميرة أشرف كانت على اتصال دائم بكورت فالدهايم في نيويورك بخصوص تلك المشكلة ، وهي تأمل أنه سوف يكون من الممكن أن تصدر لهم الأمم المتحدة جوازات سفر تابعة لها أو تصدرها لهم باعتبارهم لاجئين . لقد دارت الدائرة حقاً ، وها هي ذي إمبراطورة إيران تتوسل أن تمنح هي والشاهنشاه بطاقة اللاجئين
وخرج شاه إيران من طهران بدعوة من الولايات المتحدة ، ووعد بأن يستقبلوه في بلادهم وينزلوه فيها ملجأً آمناً ، وفجأةً بعثوا إليه في أسوان ثم في مراكش ب "أردشير زاهدي" زوج ابنته السابق وسفيره اللاحق في واشنطون ـ يقولون له أنهم لا يستطيعون استقباله في الولايات المتحدة ـ على الأقل في الوقت الحالي ـ لأنهم لا يريدون إحراج أنفسه مع النظام الجديد في إيران
ولم ترض الحكومة البريطانية أن تعطيه تأشيرة سفر إلى إنجلترا ليقضي بعض الوقت في مزرعة جميلة كان قد اشتراها في "سرى" لأن لها مصالح دائمة مع إيران لا دخل لها بصداقات قديمة مع الشاه ، ورفضت سويسرا أن تمنحه تأشيرة دخول إليه ليقضي ولو إياماً يستريح فيها في فيلا "سوفريتا" التي دفع فيها ستة ملايين دولار في "سان موريتز" ، ولم ترد فرنسا أصلاً على طلب للشاه بالذهاب إليها للعلاج خصوصاً وأن أطباءه أيام عرش الطاووس كانوا فرنسيين وكانوا هم الذين اكتشفوا مبكراً إصابته بالسرطان الليمفاوي ، ثم إن لديهم مراكز متقدمة لعلاجه ، وكان تعليق شاه إيران على الصمت الفرنسي هو قوله بالحرف ( لقد كان "جيسكار ديستان" رئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق) يلعق حذائي وفي يوم من الأيام جاء من باريس لسان موريتز ليشرب شاي معي
ثم وجدوا له ملاجئ مؤقتة ومستشفيات نصف مجهزة في جزر "البهاما" وفي "المكسيك" ، ثم تبين أن حالته تستدعي علاجاً لا يتوفر في غير الولايات المتحدة ، ورق قلبهم وأبلغوه وأمر بإعداد طائرته ثم عادوا يطلبون منه إرجاء سفره إليهم أربعة وعشرين ساعة
ولم يكد يتماثل للشفاء بعد جراحة في نيويورك حتى طلبوا إليه المغادرة إلى بلد آخر لأن إيران هائجة مائجة ضد دخوله مستشفى في الولايات المتحدة ، وحين وافقهم على الرحيل من الولايات المتحدة في ظرف ثماني وأربعين ساعة أبلغوه بأنه يتحتم عليه أن يرحل قبل أربع وعشرين ساعة فقد رتبوا له ملجأ آخر في "بنما" بعد أن رفضت "المكسيك" عودته إليها . ثم نقلوه من جناحه إلى القسم الخاص بالأمراض العصبية حتي يتسرب انطباع خروجه من المستشفى ، وفي اليوم التالي غادر المستشفى من الباب الخلفي باب دخول البضائع وخروج المخلفات .
وكان له رجاء واحد وهويرحل إلى بنما أن يكون في البيت الذي اختاروه له تليفون مباشر مع العالم الخارجي لأن الإمبراطورة سوف تصاب بالجنون إذا عاشت في مكان معزول ولم تستطع أن تتصل بأصدقائها في العالم الخارجي ووعدوه خيراً فسوف يبحثون هذا الأمر مع الجنرال "عمر توريخوس" ديكتاتور "بنما" في ذلك الوقت .
ووصل الاجتراء بمرافقه الأمريكي – وهو محام استأجرته شقيقيته الأميرة أشرف لتدبير أموره – أثناء مناقشة بينهما اختلف فيها رأي كل منهما على مسألة فرعية – إلى حد أن يقول للشاه (يظهر يا صاحب الجلالة إنك أصبحت مختلاً عقليا) ..ونظر إليه الشاه ساهماً ولم يقل شيئاً
وعندما استقر في بنما راح الأمريكيون وراء ظهره يتفاوضون على تسليمه للحكومة الإيرانية ، وصدر بالفعل قرار من محكمة دعيت على عجل في الليل باحتجازه ، وعرف مبكراً بالقرار فهرع إلى المطار وركب طائرة إلى القاهرة ، وفكر أحد مساعدي كارتر في احتجاز طائرته في أي محطة تقف فيها بين بنما والقاهرة ليظل ورقة في معادلة التفاوض بين طهران وواشنطون حول أزمة الرهائن .
واكتشف الشاه بمحض المصادفات في الطائرة أن هناك اسماً رمزياً كان يطلق على تحركاته في أوراق الإدارة الأمريكية ووثائقها وأن هذا الاسم أُلصق به منذ لحظة مغادرته طهران ، وعرف أن هذا الاسم الرمزي بالحرف هو الخازوق
وحين نزل إلى مطار القاهرة كان أول ما قاله للرئيس "السادات" والدموع في عينيه هو (لقد عرفت أنهم كانوا طول الوقت يسمونني الخازوق )
وهناك واقعة مشهورة مكتومة في نفس الوقت عن صديق للشاه من الأيام القديمة وهو من أسرة مالكة أوروبية مرموقة عمل وكيلاً له في بعض أعماله ثم ادعى أمامه في ذات يوم القاهرة ضياع سبعين مليون دولار منه
وكان الشاه يجز عن أسنانه ويقول ) كيف تختفي سبعين مليون دولار ؟ هل اختفت في المجاري ؟)
وظلت السبعون مليون دولار ضائعة ولم تظهر حتى الآن.
واسوأ من ذلك حدث له مع مدير أعماله في سويسرا "بهبهانيان" ، كان "بهبهيان" هو موضع ثقة الشاه والمسؤل عن إدارة جانب كبير من استثماراته .
وعندما اتضح لذي عينين أن الشاه فقد عرشه بالتأكيد ـ اختفى "بهبهانيان" من سويسرا واختفت معه سكرتيرته ، ومع الإثنين اختفت أيضاً ملايين كثيرة من الدولارات بعضهم يقدرها بالمئات وبعضهم أكثر
ويوم عرف الشاه أن "بهبهيان" فرد جناحيه وطار إلى مكان مجهول وحمل سكرتيرته معه ، حبس نفسه في غرفته
كان عليه أن يصرخ في صمت فلم يكن يستطيع إبلاغ بوليس أو الاحتكام إلى قضاء
ويبدو أن الرئيس السادات كان قد أقنع نفسه لسبب أو آخر بأن الأزمة سوف تنتهي بعودة الشاه إلى عرشه في إيران وهكذا قرر استضافته في قصر القبة وهو المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية في مصر ، لكن الشاه كان بقرب نهاية رحلة حياته ، فقد دخل مستشفى المعادي واحتار الأطباء في علاجه ، وكانت آخر كلمات خرجت من شفتيه هو قوله للأطباء المختلفين حول فراشه بيأس رجل فقد الرغبة في الحياة ذاتها :
أيها السادة : أنا لا أعرف ماذا تقولون ..ولكن بالله عليكم اتفقوا على رأي واحد ثم افعلوا ما تريدون بعد ذلك
وأغمض عينيه ولم يفتحهما بعد ذلك
ولم تكن آخر مآسيه فقد وقع له ميتاً عكس ما كان قد أوصى به ، قالت الإمبراطورة "فرح" للذين في يدهم الأمر بعد أن أصبح زوجها جثة هامدة (كانت وصيته أن يدفن في احتفال ديني بسيط في مسجد الرفاعي حيث رقد من قبل والده لسنوات ثم يُنقل جثمانه بعد ذلك حينما تسنح الظروف إلى إيران)
ولكن السادات رفض وأصر على جنازة عسكرية ، وحاولت الإمبراطورة فرح أن تقاوم ولم يكن في مقدورها القرار الأخير ، وأكثر من ذلك وجدت نفسها تسير في جنازة عسكرية بطيئة وطويلة وثقيلة ، ثم هي مخالفة لوصية رجل أحس بالموت يقترب منه وهو في أسوأ حالات بالمرض والعزلة والهوان
https://www.facebook.com/mometawh/posts/1690787491008849

ً

الخميس، 14 فبراير 2019

القاهرة الأسلامية - سيدة العواصم

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏    قلعة صلاح الدين بين مسجدين ..
من أعرق وأجمل المساجد في قاهرة الزمان والمكان من حيث التفرد والهندسة المعمارية ..
مسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي ..                                                                 
مسجد الرفاعي هو واحد من أعرق مساجد مصر، شيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911 ميلادية. ويقع المسجد في مواجهة مسجد السلطان حسن بمنطقة القلعة بمصر القديمة.
سمي بذلك الإسم نسبة إلى الإمام أحمد الرفاعي الذي ولد بالحجاز ومن ثم انتقل إلى العراق واستقر بمصر.و يذهل كل من يزور المسجد التفاصيل الدقيقة في الزخارف على الحوائط الخارجية و العمدان العملاقة عند البوابة الخارجية.و كانت والدة الخديوي اسماعيل هي أكثر من أراد بناء هذا المسجد.و قد استمر بناء هذا المسجد 40 عام .و يحتوي مسجد الرفاعي على العديد من مقابر أكثر أفراد الأسر الحاكمة في مصر لهذا أصرت خوشيار هانم والدة الخيديوي اسماعيل على بنائه و كلفت أكبر مهندسي مصر بتصميمه وهو حسين فهمي باشا.
يقع المسجد في منطقة القلعة، ومن الجهة البحرية لمسجد الرفاعى يقع مدخل الدرب الأحمر، الطريق ينحدر من أعلى إلى أسفل باتجاه شارع محمد على. إلى اليمين يطل بيت حسن فتحى، وهو منزل أثرى قديم شيد في العصر العثمانى
وقد تم بناء مسجد الرفاعي على شكل مستطيل.على مساحة 6500 متر مربع منها 1767 متر مربع لخدمة الصلاة.

و قد بني على الطراز المملوكي الذي كان سائدا في القرنين ال 19 و ال 20 .و قد كان يشبة المباني في أوروبا في ذلك الوقت . و قد تم استيراد مواد البناء المستخدمة من أوروبا. و قد كان بنائه مستمرا بشكل جيد حتي وفاة المهندس حسين فهمي و بعده خوشيار هانم و التي أوصت بأن يتم دفنها فيه و بعدها توفي ابنها الخيديوي اسماعيل و تم دفنه بجانبها و كل هذا أدى إلى توقف عملية البناء 25 سنة . و خلال حكم حسين حلمي الثاني أمر ماكس هرتز باشا و مساعده الإيطالي كارلو فيرجيليو سيلفايني باكمال بنائه.و اللذين قاما بإكماله بدون خرائط المهندس الأصلي . و قد تم الانتهاء من بنائه في عام1911 و فتح لصلاة الجمعة في 1912.
مسجد السلطان حسن :
===========

أنشأ هذا المسجد العظيم السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون ولى الحكم سنة 748 هجرية = 1347م وكان البدء فى بناء هذا المسجد سنة 757 هجرية = 1356م واستمر العمل فيه ثلاث سنوات بغير انقطاع ومات السلطان قبل أن يتم بناءه فأكمله من بعده أحد أمرائه - بشير الجمدار- سنة 764 هجرية1363 م.







يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف ، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر فى الحجر ممثلة فى زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة. وبراعة صناعة الرخام ممثلة فى وزرتى القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن ومزررات أعتاب أبوابها كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة فى كرسى السورة الموجود بالقبة. أما باب المسجد النحاسى المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة. وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر. وهناك على أحد مدخلى القبة بقى باب مصفح بالنحاس كفتت حشواته بالذهب والفضة على أشكال وهيئات زخرفية جميلة جديرة بإقناعنا بعظيم ما يحويه هذا المسجد من روائع الفن وما أنفق فى سبيله من أموال طائلة. وقد ازدحمت روائع الفن فى هذا المسجد فاشتملت على كل ما فيه لا فرق فى ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وقد احتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة وهى تعتبر من أدق وأجمل ما صنع فى هذا العصر. 







أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يستطرق الإنسان من المدخل الرئيس إلى دركاة ثم ينثنى يسارا إلى طرقة توصل إلى صحن مكشوف مساحته 32 فى 34.60 متر. تشرف عليه أربع إيوانات متقابلة ومعقودة أكبرها وأهمها إيوان القبلة تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون فى شهور سنة 764 هجرية ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طبقات بارتفاع المسجد. ويتوسط صحن المسجد قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية كتب بدائرها آيات قرآنية فى نهايتها تاريخ إنشائها 766 هجرية وتحيط بدائر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلى يمينه المنبر الرخامى الذى يعد من المنابر الرخامية القليلة التى نشاهدها فى بعض المساجد ، ويعلو الوزرة الرخامية طراز من الجص محفور به سورة الفتح بالخط الكوفى المزخرف بلغ الذروة فى الجمال والإتقان. وتقوم القبة خلف جدار المحراب - بعد أن كانت تشغل أحد الأركان فى المساجد الأخرى وهذا الوضع ظهر فى هذا المسجد لأول مرة. 







ويتوصل إليها من بابين على يمين ويسار المحراب بقى الأيمن منها بمصراعيه النحاسيين المكفتين بالذهب والفضة بينما فقد مصراعا الأيسر. وتبلغ مساحة القبة 21 فى 21 مترا وارتفاعها 48 مترا ، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر حيث حلت محل القبة القديمة، وبأركانها مقرنصات ضخمة من الخشب نقش أحدهما ليمثل ما كانت عليه باقى الأركان ، وتكسو جدران القبة بارتفاع ثمانية أمتار وزرة رخامية يعلوها طراز خشبى كبير مكتوب فى نهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة سنة 764 هجرية. 





ولهذا المسجد وجهتان هامتان أولاهما الوجهة العمومية وطولها 150 مترا تحليها صفف مستطيلة تنتهى بمقرنصات ومفتوح فيها شبابيك لمساكن الطلبة وتنتهى من أعلى كما تنتهى الوجهة الشرقية والمدخل بكرنيش ضخم من المقرنص المتعدد الحطات والذى يبلغ بروزة حوالى 1.50 متر وكان يعلوه شرفات مورقة أزيلت عن الواجهة العمومية والمدخل فى السنين الأخيرة للتخفيف عنه. 




ضريح السلطان حسن

وبالطرف الغربى لهذه الوجهة يقوم المدخل العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 38 مترا والذى يمتاز بضخامه وزخارفه المتنوعة المحفورة فى الحجر أو الملبسة بالرخام وبمقرنصاته الخلابة التى تغطى حجر الباب. أما الواجهة الثانية فهى المشرفة على ميدان صلاح الدين وتتوسطها القبة تقوم على يمينها المنارة الكبيرة التى يبلغ ارتفاعها 84 مترا تقريبا وعلى يسارها منارة صغيرة أقل من الأولى ارتفاعا. ويرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 1070 هجرية = 1659 / 60م.

المصادر: موقع المعرفة عن المصري اليوم وبعض المراجع المصرية ..


السبت، 8 أكتوبر 2016

سندوق النقل الدولي ...!!


https://www.facebook.com/altitebs/videos/214850535557867/


كلمات الأغنية ..
    

                                                    صندوق النقد ..  يا صندوق

سمه في الشهد .. مين هايدوق
يا باني لي بيتي .. يا صندوق
 يا زارع لي غيطي .. يا صندوق
من غيرك انت .. عيشه كحيتي
صندوق النقد يا صندوق
علمني اصنع وازرع واركع .. لصندوق
وريني فين مصلحتي برطع .. يا صندوق
الحقني ف عرضك .. كلبشني بقرضك
 ارتع في بلادنا واعتبرها ارضك
صندوق النقد يا صندوق
لو عندي نيل .. كان قال مواويل
عن زرعه ماتت .. عن امة تاهت
مين يزرعهالنا .. غير صندوق
لو عندي ايد .. كان قمحي يزيد
واعيش بكرامة .. مرفوع الهامة
مين يرفعهالنا .. غير صندوق
يا معلي داري .. يا شريكي في افكاري
 يا مخطط مستقبلنا ومصادر قراري
يا شايف مصلحتي .. يا سايبني آكل براحتي
 يا جابر ايدي المكسورة يا جايب لبن العصفورة
 مين يسقيهولنا .. غير صندوق
امال الثورة ده قامت ليه .. واللي ماتو كانو ماتو ليه
فهمنا معنى الكرامة ايه .. يا صندوق
ارفع راسك فوق دي تبقى ايه .. يا صندوق
وكنا بنهتف يسقط يسقط ليه .. يا صندوق
فهمنا الحره بتاكل بايه .. ايه ايه ايه
يا ماحي ماضينا .. يا مكفي علينا
يا حاطط ايدك في جيوبنا .. ومعلم علينا
يا شريك حياتي .. يا مظبط ميزانياتي
واقعين وانت اللي شايلنا .. ومحقق لي امنياتي
مين هايحققها .. غير صندوق
صندوق النقد يا صندوق

 اغنية صندوق النقد

الأربعاء، 30 مارس 2016



الخميس، 7 يناير 2016

#غرد_كأنك_ملحداً ..!!

أمةُ تجِلُ مُفكريها هي أمةُ جديرة بالحياة ..
حينما يكون الفكر نورا ينيرالحياة ويُهدي به ويكون مُعينا للبناء فأهلا ومرحبا ..
حينما يقود الفكر أمةُ للحق ويعصف بالباطل ويترك آثاره ليصنع مجد هذه الأمة..      فكر يقوم أعوجاج المجتمع يعظم الفضيلة ويدين الرذيلة .. يخاطب العقل ويرتقي به .. 
فذاك هو الفكر الذي ندين له ولأصحابه بالفضل .. ونوفيه قدره ونزيده قدرا فوق قدره .

أما أن يكون الفكر مسطحا يقتات أربابه به .. يكون بالنسبة لهم مغنما وغنيمة ..
فكر لايترك أثرا ولانفعا للمجتمع .. الا الفتن .. والتطاول علي الذات الألهية بما لايليق ونشر الكفر والألحاد عبر التشكيك في النصوص القرأنية والأحاديث النبوية .. والتهكم علي الصحابة والأئمة .. والطعن في ثوابت الدين   .. بدعوي حرية التعبير فلا هذا فكر ولا تلك حرية .. أنما تطاول ووقاحة وجهل وأفتراء علي الفكر والمفكرين .. وجريمة يعاقب عليها القانون .. في مجتمع محسوباَ علي الأسلام ..

متي كان حبس الفكرة يُميتُها .. أن الفكر لايُحبس ولايموت .. قد يحبس صاحب الفكر وقد يموت ولايموت فكره .. وذاك أمرُ مستقر .. ولكن ذلك ينسحب علي الفكر والمفكر ..
لا علي مدعييه .. الأفاقون الأفاكين .. متي كانوا مبدعيين ومفكريين ؟!

من سوء الطالع أن يسيطر علي الاعلام والثقافة في وطن لم يجد من يحنو عليه ..   تلاميذ  مدرسة اليسار منذ الستينات .. وهم الذين يحملون بزعمهم مشعل التنوير!!
ولم يجد المجتمع من مشعلهم سوي الدعوة الي الفسق والضلال والأنحلال والرذيلة
ومايعاني منه المجتمع من تشوهات وقبح وأنحطاط وتغييب للعقول وغياب للقيم  ..          الا بفضل التنوير الذي يحملوه بنفاقهم الرخيص للسلطة وسعيهم الدائم لطمث الحقيقة..

في أزمنة الاستبداد يُبعد أو يبتعد المفكرين والمثقفين الحقيقيين فلامكان لهم ولامكانة..
فهؤلاء يتعذر شرائهم ولاتُحيد أقلامهم .. ولايسلم من نقدهم مُستبِد !!

فلايبقي أمام السلطة الا أرباب الفكر الرقيع .. بالرغم من ضحالة الثقافة والمعرفة
الا أنهم يجيدون لعب دورهم في مسرحية السقوط .. مابين عزف وتغريد وتمجيد
ورقص وغناء ليذهبوا العناء عن الجمهور الذي يحمل فوق أكتافه همهُ الثقيل مابين
واقع تحاصره النكبات وبين غدِ لايحمل في طياته الكثيرمن الامنيات .. 

في بلادي دائما مايكون الضمير غائبا أن لم يكن قد مات ..         
 تهيج وتموج جحافل الأعلام والأدب وقلة الأدب حينما يسقط ساقط منهم ..
بدعوي أنه لاينبغي أن يسجن صاحب رأي !!
وهل صدقتم أن أحدكم صاحب رأي ؟! وأين هي أرائكم مما يدور حولكم ؟!
ليس في الداخل فقط وفي الخارج أيضا لايملك أحدكم أي يصدح بكلمة 
لاتروق السلطان فأما قطع رقبة أو قطع عيش .. أنت ورزقك!!

كثيرا ماشبه الناس في بلادي هؤلاء المنافقون بسحرة فرعون !!
وفي أعتقادي أن هذا ظلم ُ كبير .. حيث أن السحرة ماأن رأوا آيات الله حتي أمنوا
وتمسكوا بأيمانهم رغم تهديد ووعيد من فرعون !! 
وجاء في سورة (الشعراء -الآية51 )  

(إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ)


فما بال أقوامِِ أدعوا زورا وكذبا أنهم دعاة فكر وأصلاح !!


حينما يفضي الأبداع الي الِردة فليذهب الي الجحيم ..
... لاتبتغي في كلماتك الا وجه الله .. الذي أنزل في محكم آياته في سورة (الأنفال -38)
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ )(صدق الله العظيم)
وليس أمامنا سوي الدعاء لعل الله ينير لنا الطريق  ويهدينا سواء السبيل..
اللهم ابرم لهذه الامة امر رشد ، يعز فيه اهل طاعتك ويُهدى فيه اهل معصيتك ..

 ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر..

الاسكندرية في 7يناير2016                                                                                                                                                 صلاح حسين 




    










مشاركة مميزة

العدو أسرائيل ... أمس واليوم وغدا

                                                                                                                                         ...