محمد مطاوع يكتب:
===========
تاريخياً هى مقبرة الغزاة ، ومقصلة الطغاة ..وجغرافياً جبالها وعرة ، ودروبها صعبة ، وإنسانياً موطن الشجعان وموطئ الفرسان ..تلك هى الأضلاع الثلاث التى أثارت انبهار التابعين لتاريخ تلك الدولة ، والدارسين لجغرافيتها ، والمدركين لبأس وبؤس أهلها .
فتضاريس سطحها المعقدة وجبالها الصلدة شكلت صلابة الأفغانى الصلب بقوته الفائقة وأهلته لتحمل الصعاب الثقال ، وهو بدوره صنع لها تاريخاً قوامه التمرد والتنمر على كل نمرود قائم بها أو قادم لها .
فسطح أفغانستان تشغله عقدة بامير الجبلية التى تشع منها أكبر الجبال طولاً وأكثرها امتداداِ وأوسعها شهرة وأقواها مهابة منها على سبيل المثال جبال الهيماليا وتيان شان وهندكوش وسليمان وآلاى وقرة قورم وزاجروس وكردستان.
وتاريخياً استعصت على كل غاز دخيل ولفظت كل مستخبر عميل وعلى أرضها بادت جيوش بعد أن سادت على ما عداها من أراض ، وبارت امبراطوريات بعد التباري عسكرياً فى أرضها فأضحت ببأس أهلها أثراً بعد عين ، وزالت بعد ازدهار وانتعت بعد إيناع
ودائماً على مدار الأيام ينتاب الجميع بعد الظفر بنصر مبين زفرات أسى على اقتتال لعين، يتحول على أثره رفقاء الدرب إلى فرقاء يشتد بينهم الضرب ، يحل الاقتتال بين الرفقاء محل قتال الأعداء بنفس الهمة والنشاط ، وبذات القوة والثبات ، تلك هي سمات الأفغان على مدار الزمان .
فالمغول الذين خربوا البلاد ، وأبادوا العباد ، وخضعت لمشيئتهم رقاب الأمراء ، وتدفقت إليهم بكل ليونة ثروات الأثرياء ، وانهارت أمام جحافلهم حواضر عريقة من ممالك الخوارزميين مثل سمرقند والري وخراسان ونيسابور ، وتحولت إلى أطلال لا تجد من يبكيها ، استعصت في بداية أمرهم بلاد الأفغان وولي المغول الأدبار أمام الجيوش الخوارزمية بقيادة جلال الدين على مقربة من كابل خارجاً من مدينة بيراون التي تقع على مسيرة يوم واحد من مدينة غزنة ، وفني الجزء الأكبر من جيش المغول ، وشجع هذا النصر المؤزر الفريد العديد من المدن الواقعة تحت سيطرة المغول على الثورة ضدهم ومنها مدينة هراة التي سلمت من التخريب .
وكالعادة سرعان ما حل الاقتتال بينهم محل قتال أعدائهم ، فحدث الخلاف على حصان عربي أثناء توزيع الغنائم كل يريده لنفسه ، وكانت نتيجة هذا الخلاف انسحاب أحد قادة جنود جلال الدين بقواته إلى مدينة بيشاور ، ولما علم جنكيز خان بهذا الخلاف قدم إلى غزنة للثأر من هزيمته الفريدة في سهل براون .
وحين ظهرت بريطانيا العظمى ككقوة عسكرية غير مسبوقة وإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وانتشرت مستعمراتها على كل بقاع البسيطة ، ودانت لها الشعوب في الشرق والغرب ، كانت أفغانستان هي مقبرة لجنودهم حين حاولوا احتلالها من 1838 الى 1842 بتنصيب "شاه شوجاه" ملكا عليها. يغتال الملك في عام 1842، والقوات البريطانية والهندية تتعرض لمذبحة اثناء انسحابها من كابول
وبعد سلسلة الانقلابات الشيوعية التي حدثت من منتصف السبعينات ضد الملك "ظاهر شاه" بداية من نور الدين تراقي وحفيظ الله أمين وببراك كارميل والتي انتهت بالغزو السوفيتي في نهاية 1979 والذي كان السبب الرئيسي لسقوط الشيوعية بعد أن سطر الأفغان انتصارات أبهرت الكثيرين ، وذاعت قصيدة شعرية في حينها بالرغم من تواضعها فنياً كان مطلعها :
حيا الله جنداً صان أفغانا ..من الشيوعية الحمرا ومن خانا
وانتشرت على المنابر كرامات المجاهدين ، وبالفعل ظهر بينهم عسكريون على درجة عالية من الكفاءة الفطرية كان أبرزهم "أحمد شاه مسعود" والذي أطلق عليه أسد بانجشير نسبة للإنتصارات الخارقة التي حققها في ممر خيبر التابع لإقليم بانجشير .
وشارك الفلسطينيون في الجهاد الأفغاني وكان أبرزهم عبد الله عزام الذي لقى مصرعه هناك .
وكالعادة ساد بينهم الاقتتال بعد الانتصار ، فتم ضرب العاصمة الأفغانية كابل بالصواريخ من جانب "قلب الدين حكمت يار" ضد الحكومة التي كان يرأسها "برهان الدين رباني" بعد الاستقلال ..وهكذا كالعادة افترق رفقاء الجهاد حتى قضت منظمة طالبان على الطرفين .
وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ أفغانستان كان لها تأثيرها الواسع على العالم ككل حين ظهرت حركة تنظيم القاعدة بزعامة "أسامة بن لادن" و التي ينسب لها حوادث الحادي عشر من سبتمبر حيث طالت مبني وزارة الدفاع الأمريكية ، وحدث الغزو الأمريكي لأفغانستان لمطاردة بن لادن وأيمن الظواهري والملاعمر زعيم منظمة طالبان والذين تحصنوا في قلعة "تورابورا" الجبلية ..فلم (تحوق) طائرات الأف سيكستين معها في شئ ، حتى الصاروخ كروز والذي يبلغ ثمنه ربه مليون دولار كان ضربه في تلك القلعة بمثابة دفنه في الطين .
وكما ظهر عمالقة في العسكرية الأفغانية لمع دبلوماسي في سماء الإعلام العالمي إبان الحرب الأمريكية الأفغانية هو "عبد السلام ضعيف" سفير أفغانستان في باكستان والذي كان المتحدث الرسمي الوحيد باسم حكومة طالبان فكانت مؤتمراته الصحفية لها حضور عالمي .
وتوجد الكثير من الإشكاليات المحيرة والأمور المتناقضة بأفغانستان فالعصبية القبلية على أشدها بين قوميات البشتون والهزارة والطاجيك ، وزراعة المخدرات منتشرة في مجتمع يحسبه الكثيرون مثالياً في تدينه وأفغانستان بها قندار معقل السلفية الجهادية ، وفيها مزار شريف ذات الطابع الشيعي وبها كل العبر والبدع .
ورائحة الموت تفوح فيها من كل جانب ، ومآسي الحروب المتتابعة خلفت فيهم العجزة والمعوقين في مجتمع المعاناة والقسوة والفقر والقفر .
واليوم عاد الوئام بين الأمريكان و منظمة طالبان التي آوت القاعدة والتي انسدلت منها داعش وهي الغرض الرئيسي لمعظم حروب أمريكا !
الصورة الأولى لسفير حركة طالبان بباكستان عبد السلام ضعيف
الصورة الثانية للرئيس الأفغاني محمد نجيب الله بعد إعدامه وتعليق جثته في الشارع هو وشقيقه من قبل منظمة طالبان .
الصورة الثالثة لأفغاني يتقدم زوجاته بخيلاء ..
تاريخياً هى مقبرة الغزاة ، ومقصلة الطغاة ..وجغرافياً جبالها وعرة ، ودروبها صعبة ، وإنسانياً موطن الشجعان وموطئ الفرسان ..تلك هى الأضلاع الثلاث التى أثارت انبهار التابعين لتاريخ تلك الدولة ، والدارسين لجغرافيتها ، والمدركين لبأس وبؤس أهلها .
فتضاريس سطحها المعقدة وجبالها الصلدة شكلت صلابة الأفغانى الصلب بقوته الفائقة وأهلته لتحمل الصعاب الثقال ، وهو بدوره صنع لها تاريخاً قوامه التمرد والتنمر على كل نمرود قائم بها أو قادم لها .
فسطح أفغانستان تشغله عقدة بامير الجبلية التى تشع منها أكبر الجبال طولاً وأكثرها امتداداِ وأوسعها شهرة وأقواها مهابة منها على سبيل المثال جبال الهيماليا وتيان شان وهندكوش وسليمان وآلاى وقرة قورم وزاجروس وكردستان.
وتاريخياً استعصت على كل غاز دخيل ولفظت كل مستخبر عميل وعلى أرضها بادت جيوش بعد أن سادت على ما عداها من أراض ، وبارت امبراطوريات بعد التباري عسكرياً فى أرضها فأضحت ببأس أهلها أثراً بعد عين ، وزالت بعد ازدهار وانتعت بعد إيناع
ودائماً على مدار الأيام ينتاب الجميع بعد الظفر بنصر مبين زفرات أسى على اقتتال لعين، يتحول على أثره رفقاء الدرب إلى فرقاء يشتد بينهم الضرب ، يحل الاقتتال بين الرفقاء محل قتال الأعداء بنفس الهمة والنشاط ، وبذات القوة والثبات ، تلك هي سمات الأفغان على مدار الزمان .
فالمغول الذين خربوا البلاد ، وأبادوا العباد ، وخضعت لمشيئتهم رقاب الأمراء ، وتدفقت إليهم بكل ليونة ثروات الأثرياء ، وانهارت أمام جحافلهم حواضر عريقة من ممالك الخوارزميين مثل سمرقند والري وخراسان ونيسابور ، وتحولت إلى أطلال لا تجد من يبكيها ، استعصت في بداية أمرهم بلاد الأفغان وولي المغول الأدبار أمام الجيوش الخوارزمية بقيادة جلال الدين على مقربة من كابل خارجاً من مدينة بيراون التي تقع على مسيرة يوم واحد من مدينة غزنة ، وفني الجزء الأكبر من جيش المغول ، وشجع هذا النصر المؤزر الفريد العديد من المدن الواقعة تحت سيطرة المغول على الثورة ضدهم ومنها مدينة هراة التي سلمت من التخريب .
وكالعادة سرعان ما حل الاقتتال بينهم محل قتال أعدائهم ، فحدث الخلاف على حصان عربي أثناء توزيع الغنائم كل يريده لنفسه ، وكانت نتيجة هذا الخلاف انسحاب أحد قادة جنود جلال الدين بقواته إلى مدينة بيشاور ، ولما علم جنكيز خان بهذا الخلاف قدم إلى غزنة للثأر من هزيمته الفريدة في سهل براون .
وحين ظهرت بريطانيا العظمى ككقوة عسكرية غير مسبوقة وإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وانتشرت مستعمراتها على كل بقاع البسيطة ، ودانت لها الشعوب في الشرق والغرب ، كانت أفغانستان هي مقبرة لجنودهم حين حاولوا احتلالها من 1838 الى 1842 بتنصيب "شاه شوجاه" ملكا عليها. يغتال الملك في عام 1842، والقوات البريطانية والهندية تتعرض لمذبحة اثناء انسحابها من كابول
وبعد سلسلة الانقلابات الشيوعية التي حدثت من منتصف السبعينات ضد الملك "ظاهر شاه" بداية من نور الدين تراقي وحفيظ الله أمين وببراك كارميل والتي انتهت بالغزو السوفيتي في نهاية 1979 والذي كان السبب الرئيسي لسقوط الشيوعية بعد أن سطر الأفغان انتصارات أبهرت الكثيرين ، وذاعت قصيدة شعرية في حينها بالرغم من تواضعها فنياً كان مطلعها :
حيا الله جنداً صان أفغانا ..من الشيوعية الحمرا ومن خانا
وانتشرت على المنابر كرامات المجاهدين ، وبالفعل ظهر بينهم عسكريون على درجة عالية من الكفاءة الفطرية كان أبرزهم "أحمد شاه مسعود" والذي أطلق عليه أسد بانجشير نسبة للإنتصارات الخارقة التي حققها في ممر خيبر التابع لإقليم بانجشير .
وشارك الفلسطينيون في الجهاد الأفغاني وكان أبرزهم عبد الله عزام الذي لقى مصرعه هناك .
وكالعادة ساد بينهم الاقتتال بعد الانتصار ، فتم ضرب العاصمة الأفغانية كابل بالصواريخ من جانب "قلب الدين حكمت يار" ضد الحكومة التي كان يرأسها "برهان الدين رباني" بعد الاستقلال ..وهكذا كالعادة افترق رفقاء الجهاد حتى قضت منظمة طالبان على الطرفين .
وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ أفغانستان كان لها تأثيرها الواسع على العالم ككل حين ظهرت حركة تنظيم القاعدة بزعامة "أسامة بن لادن" و التي ينسب لها حوادث الحادي عشر من سبتمبر حيث طالت مبني وزارة الدفاع الأمريكية ، وحدث الغزو الأمريكي لأفغانستان لمطاردة بن لادن وأيمن الظواهري والملاعمر زعيم منظمة طالبان والذين تحصنوا في قلعة "تورابورا" الجبلية ..فلم (تحوق) طائرات الأف سيكستين معها في شئ ، حتى الصاروخ كروز والذي يبلغ ثمنه ربه مليون دولار كان ضربه في تلك القلعة بمثابة دفنه في الطين .
وكما ظهر عمالقة في العسكرية الأفغانية لمع دبلوماسي في سماء الإعلام العالمي إبان الحرب الأمريكية الأفغانية هو "عبد السلام ضعيف" سفير أفغانستان في باكستان والذي كان المتحدث الرسمي الوحيد باسم حكومة طالبان فكانت مؤتمراته الصحفية لها حضور عالمي .
وتوجد الكثير من الإشكاليات المحيرة والأمور المتناقضة بأفغانستان فالعصبية القبلية على أشدها بين قوميات البشتون والهزارة والطاجيك ، وزراعة المخدرات منتشرة في مجتمع يحسبه الكثيرون مثالياً في تدينه وأفغانستان بها قندار معقل السلفية الجهادية ، وفيها مزار شريف ذات الطابع الشيعي وبها كل العبر والبدع .
ورائحة الموت تفوح فيها من كل جانب ، ومآسي الحروب المتتابعة خلفت فيهم العجزة والمعوقين في مجتمع المعاناة والقسوة والفقر والقفر .
واليوم عاد الوئام بين الأمريكان و منظمة طالبان التي آوت القاعدة والتي انسدلت منها داعش وهي الغرض الرئيسي لمعظم حروب أمريكا !
الصورة الأولى لسفير حركة طالبان بباكستان عبد السلام ضعيف
الصورة الثانية للرئيس الأفغاني محمد نجيب الله بعد إعدامه وتعليق جثته في الشارع هو وشقيقه من قبل منظمة طالبان .
الصورة الثالثة لأفغاني يتقدم زوجاته بخيلاء ..
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق