يجب أن تكون الوسيلة التي تستخدمها بنفس نقاء الغاية التي تسعي اليها ..
وكنا نظن أن مابدر من تلك الجماعة حال وصولها للسلطة من تخبط وخاصة في المجلس التشريعي كان رهنا بما يدار حولها من مؤامرات تدبر بليل. وحتي بعد وصول مرشحها لمقعد الرئاسة كنا نرقب الفشل والتردي في الادارة ونلتمس العذر لذلك حيث الثورة المضادة واعوان النظام السابق والدولة العميقة والمتآمرون والخائنون وووووووو..الخ .
وليس خافيا ان من دعموا الرئيس وجماعته متجاهلين مايروجه خصومهم السياسيين هم أكثر المتضررين من الاداء المتردي للرئيس وجماعته وبرغم ذلك ظل الدعم والتعضيد رغم مايرونه من فشل في أدارة شئون الدولة يسطريوميا بيد الرئيس وجماعته متجاهلين كل صوت يحاول ان يصوب البوصلة لانقاذ وطن يحترق وتتمزق أشلاؤه في الساحات السياسية والتي ماخلقت الا لاحداث التوافق بين المختلفين عبر الحوار..
ولانعفي جبهة الانقاذ المعارضة من المسئولية فقد كانت هي الاخري معول لهدم هذا الوطن حينما أختزلت أدوات المعارضة في التظاهرات دون تقديم حلول تذكر لحل المشكلات التي يعاني منها الشعب بل كانت هي جزء لايستهان به من هذه المشكلات .
حيث ان المعارضة الوطنية لايغيب عنها هموم الشارع ومايعانيه من فوضي وضيق في الرزق وقطع الطرق والعنف وغير ذلك كثير . وبرغم أتهام المعارضة للسلطةوللاخوان من حرمان المعارضة من المشاركة في الحكم . لاأعرف طريقا للحكم غير صندوق الانتخابات خاصة للمتشدقون بقواعد اللعبة الديموقراطية . لذا بات واضحا أن معسكر السياسة المصرية سيء السمعة سيظل ساحة للصراع علي السلطة الي أمد غير قريب .
وسيظل هبوط مؤشر الاداء السياسي والاقتصادي متردي الي أمد غير قريب . هل يملك الرئيس وجماعته حلولا للمشاكل والازمات التي اضيفت علي كاهل المصريين جراء وصولهم للسلطة وتفرغهم لادارة المعارك السياسية ومقاضاة خصومهم السياسيين وتجاهلهم للمشاكل التي تراكمت وتضاعفت في ظل أدارة غير رشيدة لوطن ثار شعبه علي حكم كان برغم جرمه يوفر لهم ولو بالكاد الحد الادني من احتياجاتهم اليومية . فما بالك بحكم قضي علي هذا الحد بل قضي علي الامال العريضة لقطاع عريض من هذا الشعب . ولااجد حرجا حين أسأل فخامة الرئيس عن رؤيته السياسية والاقتصادية لادارة هذا الوطن وهل بالضرورة ان تكون الادارة قصرا علي الاخوان دون غيرهم حتي ولو لم توجد لديهم الخبرة الكافية أو لم يكونوا للادارة أهل وهل يجد الشجاعة الادبية أن يتحمل مسؤليته أمام شعبه عن هذا الفشل ومآلت اليه الامور من أنهيار في كافة مرافق الدولة ..
وأذكر فخامة الرئيس بأجابة قادة الاخوان عن تردي أدائهم في المجلس التشريعي بعد الثورة انهم لم يتمكنوا بعد من السلطة التنفيذية وهاأنتم قد تمكنتم أم انكم تنتظرون التمكين من البرلمان مجددا ! ياسيدي أقولها بصراحة لفخامتكم أن الفشل لن ينتهي - حينما تنفصل القاطرة عن القطار فكيف للقطار ان يصل وكيف لقائد القطار أن ينجح في الوصول بالقطار الي محطته الرئيسية . ربما يكتفي الاخوان بركوبهم في القاطرة ولايعنيهم عربات القطار بعدما تأكدوا من أن صافرة القطار تعمل بكفأة لذا ربما يكون العيب في الركاب .
لاتسأل عمن يدير الامور في مصر فلن تجد الاجابة لان لاأحدا يملك الاجابة الصحيحة ولكن يكفيك أن تراقب الاحداث والتصريحات والتراشقات والقرارات العثمانلية التي تصدر صباحا وتلغي مساء والتخبط الذي يدل علي عدم وجود خبرة في الادارة بل قل أن مفهوم الادارة لدي الجماعة مُختلف عليه وغير مستقر في الاذهان فكيف أذا تدار الدولة .
وحتي الان لم يسأل أحدا عن كيفية أدارة ملف الخارجية .. فحين يكون حصة الفرد من الطعام رغيفا في الوجبة يكون الحديث عن أدارة الشئون الخارجية ترفا لامعني له . وحين تسألني عن أنهيار الاقتصاد وأرتفاع معدلات الفقر و الانقطاع اليومي للكهرباء وتلوث الماء بالصرف الصحي واستفحال أزمة المرور أقول لك أسأل حزب النور الذي دعم الرئيس وجماعته وسعي لتقديم مبادرة لوقف تصدع جدران الوطن تبني فيها بعض مطالب المعارضة ماذا جري له ؟ أذ أنه قد دهسته القاطرة بدون قطار لانه شق عصا الطاعة ساعيا الي تحقيق مكاسب سياسية يدخرها للانتخابات بحسب زعم الجماعة أو ظنهم أو حسب النظرية التآمرية للادارة الاخوانية التي تحكم الان في مصر..
أذ انه نسي أو تناسي أن الحلفاء السياسيين للجماعة ماعليهم الا السمع والطاعة ..
و الباقية تأتي .. . صلاح حسين
الاسكندرية في 19 -2- 2013