الأحد، 25 نوفمبر 2012

الخيار المر _ كل رجال الرئيس










يحدث الان في مصر / الرهان الخاسر - كيف يسقط الرئيس ؟                                 
 مقال الخيار المر هو الصرخة الاخيرة للرئيس المنتخب لمقالات ذات صلة بما تناولناه سلفا ويأتي في نفس السياق ..                                                                           
 الازمة : تمر مصر الان بمفترق طرق / مؤسسة الرئاسة في أزمة جديدة تأتي ضمن سلسلة الازمات التي تعرض المؤسسة لتآكل شرعيتها وفقدان مصداقيتها لدي الشعب .   

خرج المجلس العسكري بأوزاره وآثامه محملا اياها في رقبة الرئيس الذي اعلن امام شعبه ان دم الشهداء في رقبته ! في وقت كرم فيه الرئيس رموز هذا المجلس واصبح الحديث عن الخروج الآمن للمجلس بل وتكريمه يحمل في طياته علامات أستفهام كبيرة؟

الامر الذي وضع الرئيس موضع الريبة . اضف الي ذلك أن الرئيس الذي كان يمثل الحلم لقطاع عريض من الجماهير لم يوفق في أختيار حكومة تلبي ولو بعض من طموحات طال انتظارها . جاءت الحكومة باهتة ضعيفة ينقصها الخبرة السياسية يبدو أعضائها كموظفين بديوان حكومي أكثر منهم وزراء بالحكومة والفارق كبير .                         
لم يوفق الرئيس في أختيار الفريق الرئاسي وساهم هذا الفريق وبخاصة القانوني منه تعريض المؤسسة الرئاسية لهزات عنيفة مكنت المتربصين وهم كثر من تناول شخص الرئيس وأظهاره امام شعبه بمظهر العاجز احيانا والمتردد احيانا أخري .                   

اعلن الرئيس أكثر من مرة في أكثر من مناسبة أنه رئيسا لكل المصريين ولم يفلح في تأكيد ذلك . بل علي العكس فقد أضره قربه لجماعته التي ينتسب اليها أكثر مما أفاده  صحيح ان الجماعة ساهمت بقدر كبير في حمل الرئيس الي قصر الرئاسة  ولكنها  ستساهم ايضا في حمله بغبائها السياسي وتعجلها في السيطرة علي مقاليد الامورفي أعادته الي صفوف الجماهير وسوف تندم الجماعة أشد الندم عن ممارسات غير رشيدة وخطاب عنوانه التعالي وتصفية الحسابات وتلهف واضح علي الغنيمة وحسابات خاطئة وخطايا سياسية أعادت الي الاذهان خطايا الحزب الوطني برغم أختلاف النوايا عدا تطابق واحد هو الرغبة الشديدة في الاستحواذ علي كافة السلطات .                           

غير ان الوطني كان يملك اعضائه الخيال السياسي واستقطاب الخصوم السياسيين ومهادنتهم وقت الازمات . وهو مايفتقده شيوخ الجماعة المخضرمين الذين خسروا في الاونة الاخيرة أشد المؤيدين لهم / بل انه بفضل هذا الغباء كان لهم الفضل في صنع تكتل خصوم سياسيين في سابقة هي الاولي !! من فصائل لايجمعهم سوي شدة الكراهية لفصيل سعي اليها فنالها بجدارة / ولاينفي ذلك أن هناك من كان يكره الاخوان ليس لعيب فيهم بل ربما لعيب فيه هو.. وذاك أمر لايختلف عليه أحد ولكن حتي نري المشهد واضحا دون التباس ( راجع موقف الاخوان من كافة الفصائل قبل الثورة ومابعدها )         

ستري أختلاف كبيرلاتخطئه عين محايدة / ولايتحمل الاخوان خطايا السلفيين وكافة الفصائل تحت عباءة الاسلام السياسي التي أفزعت قطاعا من الشعب يسعي الي الحرية بمفهومها الغربي وهؤلاء يمثلون ثلث المجتمع ويمكن ان تعرفهم بالثلث المعطل وهؤلاء لايستهان بهم هم من يملكون كافة مقومات المجتمع تجدهم في الاعلام والقضاء والاحزاب السياسية  بكافة اطيافها عدا الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية ورموزها خاصة بعد طرح الفصائل قضية تطبيق الشريعة . وهنا خرج العفريت من الزجاجة ..  

تجمع رموز الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين والباحثين عن حلم طال انتظاره وعواجيز الفرح وقطاع لايستهان به من الاقباط الذين زادت مخاوفهم حال اقتراب رموز السلفيين والجهاديين من دوائر السياسة بل قل من السلطة وتجاوب الرئيس احيانا مع بعضهم والالتقاء بهم في القصر الرئاسي . لم يجد الرئيس أيا من رجاله يصوب له البوصلة ..   

لم يكن من بين هؤلاء من يملك الخيال السياسي ليقدم سيناريوهات عدة أزاء قرارات تؤدي الي ردود أفعال عنيفة في الشارع / لم يكن لدي رجال الرئيس قدرة علي خلق ممرات بديلة تحمل دلالة ابداع سياسي خلاق ينأي بسقوط الرئيس والمؤسسة الرئاسية علي خط المواجهة في صدام لم يكن هذا زمانه في ظل ازمات تعتصر الوطن ..       

فشل رجال الرئيس في أستثمار حدث كنجاح مصر في وقف الهجوم الاسرائيلي علي غزة وهو حدث كان من الممكن أن يسهم في  تقديم الرئيس كزعيم يملك من المكانة الدولية مايؤهله لادارة النزاعات الدولية بما تملكه مصر من قوة ناعمة وقدرة علي الموائمة السياسية وكذلك قرار طرد السفير الاسرائيلي / وبرغم توفيق الرئيس في أختبار شديد الحساسية وهو العدوان علي غزة الا ان الرئيس لم يكن لدي رجاله الحس السياسي لتقريب الاعلام من المؤسسة الرئاسية لتسويق تلك الاحداث لتمثل انتصارا مدويا للمؤسسة لأمر غير مفهوم ؟!                                                                   

رهان الرئيس الخاسر علي رجاله صار به الي عزلة عن المجتمع وتسبب الاعلان الدستوري الاخير بصياغته الساخنة أن تزيد من هذه العزلة . أضف الي ذلك الخطاب الاخير للرئيس الي مؤيديه وهو مايمثل سقطة سياسية ان يخرج الرئيس لمخاطبة فريق مؤيد لقراره وتجاهل فريق معترض علي هذا القرار .                                           

وماكان ينبغي ان يُدفع الرئيس الا لمخاطبة شعبه معارضيه قبل مؤيديه عبر تلفزيون الدولة ليعلن الي الشعب الاسباب التي دعته الي أصدار هذا الاعلان لشعوره بالاخطار التي أحاطت بالثورة والتي قد تطيح باهدافها والقضاء عليها بفضل اعدائها الذين نجحوا في الالتفاف علي الثورة وبحكم انه رئيس دفع به المنتمون لهذه الثورة الي موقع المسؤلية في انتخابات شابها الصراع بين مؤيدين لهذه الثورة ومعاديين لها من رموز النظام السابق والذين تمكنوا في الايام الاخيرة بفضل الفساد الذي تمكن من مفاصل الدولة نسعي بكل جهدنا للقضاء عليه وهو أمر يحتاج توحد الشرفاء من هذا الشعب وراء الرئيس المنتخب ليس بتأييد كل مايصدر عن مؤسسة الرئاسة من قرارات بل بتصويب كل ما يخرج من قرارات فلسنا ملائكة كل منا يصيب ويخطيء . أننا بشر ويبقي في النهاية اننا جميعا نعمل من أجل رفعة مصر وشعبها  ومن تحقيق العدالة لهذا الشعب الذي عاني من ظلم نظام فاسد انهك قوي الوطن واعاده الي الوراء سنوات وهاهي مصر الان تستعيد مكانتها في قلب هذا العالم وفرضت مصر الثورة كلمتها في اول اختبار لمصر الثورة في الاعتداء الاخير علي غزة مصر الثورة ليست مصر مبارك ! مصر التي بدأت تستعيد مكانتها بين العالم دون صخب .. مصرالتي تسعي لاستعادة اموال فقرائها والتي نهبت بيد رجال النظام والتي لم يحاكم رموزه ومأكثرهم علي جرائمهم في حق هذا الشعب من قتل وتجريف لمقدرات وثروات لهذا الوطن وحتي لاننسي أنني مازلت ملتزما بوعود قطعتها علي نفسي تجاه ثورة مصر/  لذلك أوجه الدعوة لكل المخلصين من ابناء هذا الوطن .. للتباحث في أمر الاعلان الدستوري الذي ماصدر الي لصالح الثورة ولصالح مصر حتي لو وصلنا في النهاية الي الغائه وأنشاء البديل الذي يمكن للثورة الحياة وتحقيق أهدافها خاصة واننا لم نسعي لامتيازات ولا سلطات اننا هنا لخدمة شعب نعمل لآجله ونأتمر بأمره ولايضير مؤسسة الرئاسة ولا الرئيس المنتخب أن يمتثل لمن دفعوه لسدة الحكم  وتذكروا أنني قد طالبتكم ان تعينوني ماأطعت الله فيكم / رئيس مصر بعد الثورة ليس رئيس مصر قبل الثورة / رئيس مصر الثورة لاينتصر لرأيه ولالقرار اصدره ..                                    

رئيس مصر الثورة ينتصر لرغبة شعبه يجمع لايفرق هو رئيس لكل المصريين           ونؤكد علي الدعوة لكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن للاجتماع علي كلمة سواء لصالح هذا الوطن الذي يجتاز أزمة خطيرة قد تعصف بثورته وحتي نرتفع الي مستوي المسؤلية ونعلن ونؤكد اننا لسنا في خصومة مع احد نحن نختصم فقط الذين أغتالوا الحلم في هذا الشعب / نحن نختصم فقط أعداء هذا الشعب وبيننا وبينهم القانون وحتي ونحن نسعي للحفاظ علي ثورة الشعب واستعادة حقوقه المسلوبة لن نجور علي أحد .            
وأخيرا أدعو شعب مصر أن يتوحد ضد أعداء الثورة والدفاع عنها .                         
نكون أو لانكون / حفظ الله مصر وحفظ شعبها .                                                          
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .                                                                                                                                                                                                                               2012/11/25                                                                   
                                                                            صلاح حسين   

هناك تعليق واحد:

  1. ذلك ماينبغي ان يكون عليه خطاب رئيس يعرف اين يسير بمصر وشعبها تجاه ازمات يمكن تجاوزها لو ان هناك من يعين علي اجتياز الازمات لا من يفعنا للانتحار السياسي .

    ردحذف

مشاركة مميزة

العدو أسرائيل ... أمس واليوم وغدا

                                                                                                                                         ...