كعادة المصريين حال وقوع حادث اليم ينطق الجميع بمقولة قدر الله وماشاء فعل . انتابني شعور خاص لماذا الصعيد ؟ الذي نري من خلاله اهمال الدولة مقترنا بالفساد والظلم الذي عاني منه اهل الصعيد علي مدار عقود ( نظرة في موازنة الدولة لسنوات مضت تجد ان محافظة مثل محافظة القاهرة تم ضخ مايوازي اربعةاضعاف مايتم ضخه من اموال لمحافظات الصعيد مجتمعة ) وجاء ذلك متسقا لسياسة نظام ظالم لايشعر بصرخات الفقر التي تنطلق من اهالي الصعيد الذي لايسمع صوته ليس لبعد المسافة وانما لبعد العدالة . التي لم تترسخ في مفهوم نظام بني علي القمع حادثة قطار الصعيد الاخيرة والتي راح ضحيتها براعم الايمان الذين برغم صغر سنهم كانوا يحملون كتاب الله في قلوبهم نورا يضيء ظلمة مجتمع عصف به الجهل والفقر والمرض . اعاد لي المشهد المأساوي حادث القطار الذي تفحمت فيه الجثث في سنوات سابقة . وكذلك مشهد العبارة المنكوبة والتي قضي فيها أكثر من الف وثلثمائة شخصا غرقا بفضل تقاعس اجهزة الدولة في انقاذهم بعد استغاثة العبارة كانوا اغلبهم من أهل الصعيد .وووو كوارث كثيرة لم يتم القصاص لهؤلاء جميعا ولايغيب عن الاذهان مشهد حضور الرئيس يوم غرق العبارة مباراة كرة قدم بما أنه راعي الرياضة والرياضيين . ولان المجتمع الذي يحكم بأداة القهر تغيب عنه العدالة دون خجل أو أكتراث . حال وقوع الحادثة ينشط الاعلام ومن ثم المجتمع من خلفه للبحث فيمن كان ورائها وتفاصيل عن الضحايا و.و.و. وتضيع من بعدها المسؤلية ولايبقي سوي الحزن يخيم علي اهل الضحايا سنوات وسنوات حتي تأتي الكارثة الجديدة بحادث جلل . ولان المجتمع الذي بات يعاني من غياب الضمير لم يتحرك جديا سواء من الدولة او من منظمات المجتمع المدني لاصلاح الخلل الذي انتج مجتمعا يدق فيه الفقر المدجع بشدة يمثل نموذجا صارخا لكل معاني الظلم وبرغم استيائي الشديد لرقص الاعلام الرخيص علي هذا الحادث لما تجلي واضحا الخلط المتعمد في الاوراق في ظل حملة مسعورة علي مؤسسة الرئاسة وتناست متعمدة ان مايحدث هو نتاج ثلاثون عاما من الفساد وتطاولت الالسنة القذرة الحقيرة علي شخص الرئيس في في محاولة رخيصة للنيل منه وكأنه المسئول عن الفساد الذي كانوا هم فيه شركاء بنفاقهم وتوددهم لنظام فاسد . ولكن حتي اكون محايدا فأن خطوات الحكومة ومن ورائها مؤسسة الرئاسة في محاربة الفساد بطيئة جدا لاتناسب سقف طموحات ثورة ولانغفل ان الحكومات التي تتولي بعد الثورات لاتنعم بالهدوء ولا من اليسير ان تصل الي سقف طموحات الشعوب بعد الثورات . خاصة حينما تكون حكومة بهذا المستوي الذي لايرقي لمستوي الحدث الذي تمر به مصر هذه الايام . الشاهد انه ينبغي علي السيد الرئيس وحكومته ان تتوحد جهودهم في اسرع وقت لتعويض الصعيد عن سنوات الظلم والظلام بتخصيص قدرا من الاموال التي تمت مصادرتها من رموز النظام السابق لرفع ظلم طال أمده من الدولة ومن المجتمع حتي لايغيب العدل أكثر من ذلك لعل الله يغفر للجميع . رحم الله ابناء الصعيد شهداء ومظلومين . ... صلاح حسين
الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مشاركة مميزة
-
http://www.blogger.com/layouts/thumbnails/1kt_travel_studio_120x80.jpg: الاخبار العاجلة
-
أمةُ تجِلُ مُفكريها هي أمةُ جديرة بالحياة .. حينما يكون الفكر نورا ينيرالحياة ويُهدي به ويكون مُعينا للبناء فأهلا ومرحبا .. حينما يقود ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق